أصدر مجمع البحوث الإسلامية بجلسته المنعقدة اليوم الخميس، بياناً للحكم الشرعى للانتحار، حيث أكد أن الانتحار حرام شرعاً فى الإسلام حتى لو كان نوعا من الاحتجاج، حيث أعلن المجمع أن
أعضاءه تابعوا باهتمام أخبار ما وقع من أحداث فى العالمين العربى والإسلامى مما وصفوه بـ "إقدام بعض الأفراد من شباب الأمة على التعبير عن غضبهم واحتجاجهم على بعض الأوضاع بطريقة غير معهودة ولا مشروعة لدى المسلمين، والتى تؤدى ببعض الحالات إلى إزهاق النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق".
وأكد المجمع فى بيانه على أن حفظ النفس البشرية من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، بل ومن أهم مقاصد الشرائع السماوية جمعاء، وليعلم شباب الأمة الإسلامية أن نصوص القرآن الكريم وأحاديث الرسول "صلى الله عليه وسلم" قطعية وصريحة وحاسمة فى تحريمها قتل الإنسان نفسه أو غيره لقول الله تعالى "ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما" وقوله عز وجل "وأنفقوا فى سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين"، ويؤكد هذا المعنى أحاديث الرسول "صلى الله عليه وسلم" ومنها قوله "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو فى نار جهنم وتردى فيها"، إلى آخر الحديث.
وأكد المجمع فى بيانه أنه لا يفوته أن يشير إلى بعض الأوضاع الصعبة التى يشهدها واقع العرب والمسلمين، والتى تدفع بعض الأفراد إلى التعبير عن غضبهم واحتجاجهم بهذه الطريقة التى لا يقرها الإسلام، ولذلك فإنه يهيب فى الوقت ذاته بأولى الأمر فى العالم العربى والإسلامى أن يضاعفوا جهودهم للقضاء على البطالة، ولتوفير فرص العمل والعيش الكريم لكل أبناء الأمة فى إطار برامج فعالة لتحقيق التنمية المجتمعية والمزيد من العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعى مما يضيق الفجوة بين فئات المجتمع.
ويعلن المجمع أن مسئولية تحقيق ذلك كله يتحملها الجميع بلا استثناء، حكاماً ومحكومين وحكومات ودولاً وشعوباً، ونبه المجمع على أن معظم الدول العربية والإسلامية قادرة بمواردها وثرواتها الطبيعية الضخمة، على أن تسهم فى محاصرة الفقر والمرض والبطالة التى تستشرى فى بعض بلدان العالم العربى والإسلامى.