أصبح مشهد معتاد عقب كل مباراة بين طرف مصري وطرف أجنبي أن نرى أحداث شغب وتعدي بالضرب من الطرف الأجنبي سواء كان أفريقي أو عربي على الطرف المصري .
فبعد أحداث مباراة أم درمان وتعدي الجماهير الجزائرية على الجماهير المصرية في حرب شوارع من طرف واحد خارج الاستاد وداخله , وبعد انتهاكات جماهير الترجي التونسي في ملعب القاهرة الدولي وتكسيره وضرب أفراد الأمن , جاء الدور على أصحاب البشرة السمراء .
فكان من الطبيعي أن تتعلم مصر كيف تتصدى بقوة وصرامة لمثل هذه الإعتداءات بعد المرة الأولى بأم درمان , وبالفعل حاول الاتحاد المصري أن يثأر للمصريين الذين تعرضوا للإهانة في السودان وقدم شكوى للفيفا فعاقب الفيفا مصر وترك الجزائر لضعف الملف المصري!
وتكرر الأمر في الجزائر مرة أخرى مع النادي الأهلي ضد الشبيبة عندما تم قذف حافلة الفريق بالحجارة مرتين مما أسفر عن إصابات للاعبين , ووقع الكاف عقوبات على مصر والجزائر بالتساوي!
فكان من الطبيعي أن تتكرر هذه الأحداث مراراً وتكراراً داخل الملعب وخارجه من كل منافسي مصر في كل المناسبات والبطولات على مستوى الأندية والمنتخبات لأن الجانب المصري بكل بساطة لايستطيع أن يثأر لنفسه ويستعيد حقوقه ودائماً يكون هو المغلوب على أمره .
وإن كانت الإعتداءات الجزائرية متوقعة نظراً للتوتر الذي سبق اللقاءات المصرية الجزائرية في التصفيات وفي البطولة الأفريقية للأندية , فلم يكن متوقع ما فعلته جماهير الترجي ولكنها مرت بسلام وانتهت بتصالح رائع بين الجانبين .
أما الشيء الذي لم يكن في الحسبان أن تقلد الدول الأفريقية من الغرب والجنوب فرق الشمال في إعتداءتها على مصر , ولكن بعد التفكير في الأمر فإن ذلك يبدو طبيعياً لأنهم يرون أن هذه الطريقة تؤتي بثمارها وتهز الفرق المصرية وفي نفس الوقت لا عقوبات رادعة ولا مساس بهم ولا بجماهيرهم في أرض الأمن والأمان.
فما حدث في مباراة مصر والسنغال للشباب مساء اليوم من إعتداءات من جماهير السنغال ولاعبيها يدق ناقوس الخطر حول المصير الذي ينتظر الأندية والمنتخبات المصرية في القارة السمراء .
حيث تشاهد جميع القارة السمراء مباريات المنتخبات والأندية المصرية بصفتها الرائدة في أفريقيا , وأيضاً يشاهد كل لاعبي المنتخبات والأندية الأفريقية هذه المباريات ويشاهدون الإعتداءات والضرب الذي يحدث مع الجماهير واللاعبين المصريين بلا أي ردع ولا أي رد فعل قوي صارم وبالتالي فإنهم سيحاولون تجربة هذه الطريقة لإسقاط الفراعنة في كل مناسبة!
حتى السنغال التي لا يقارن تاريخها بمصر من كل النواحي وليست الرياضية فقط , تجرأ لاعبوها على ضرب لاعبي الفريق المصري في أرض مصر في معركة ملاكمة أمام أعين الحكم , وعلى الفور استجابت الجماهير في المدرجات وقامت بقذف الحجارة وزجاجات المياة على الملعب وعلى الجماهير المصرية القريبة منها .
وتكرر مشهد جماهير الترجي التونسي في استاد القاهرة , في مباراة اليوم عندما تحول مدرج السنغال إلى كتلة من الغضب واصطادت الكاميرا الجماهير وهي تقذف الحجارة على الملعب وعلى الجماهير المصرية دون أن يتمكن أحد من السيطرة عليهم .
وبعد أن شاهدت القارة السمراء كلها ماذا يحدث للفرق والمنتخبات المصرية بمختلف أعمارها من انتهاكات وضرب واعتداءات , فماذا ينتظر المنتخب المصري للشباب في ليبيا ؟ , وماذا ينتظر منتخب مصر الأول في غينيا والجابون - في حالة تأهله للبطولة ؟ , وماذا ينتظر الأهلي والزمالك في بطولة دوري أبطال أفريقيا 2011 ؟ , أعتقد أن القادم سيكون أسوأ بكثير خاصة إذا استمرت النعامة في دفن رأسها بالرمال!
خناقة لاعبى السنغال ومصر