بينما تسعى الحكومة المصرية الجديدة لنزع فتيل إحدى المعضلات المزمنة وهي قضية البطالة، بالإعلان عن الآلاف من فرص العمل في كافة الوزارات، ازدحم الملايين من الشباب أمام مقار الوزارات ومكاتب البريد للتقدم لهذه الوظائف، رغم اقتناع الكثير منهم بأنها وظائف وهمية الهدف منها تهدئة الشباب العاطل عن العمل.
وكان الدكتور سمير رضوان، وزير المالية في حكومة تسيير الأعمال المصرية، قد أعلن في الثامن من فبراير الجاري عن بدء تلقي طلبات التشغيل من شباب الخريجين عن طريق البريد، فيما أعلنت الوزارة عن تلقي طلبات الراغبين في العمل بجهات الدولة المختلفة على صندوق بريد رقم "11599".
ولأنه لم تكن هناك نماذج تم إعدادها خصيصا لهذا الغرض، فقد تشكلت خلايا عمل سريعة لسد الفراغ (عدم وجود نموذج) اجتهد البعض وقام بصياغة و"تسطير" نموذج للطلبات، وطباعته، وأخذه آخرون لتصويره، ثم وزعوه على الباعة المتجولين ليعرضوه بدورهم في محطات المترو وفي الميادين العامة.
ينادي الباعة على بضاعتهم "احجز شقتك ووظيفتك بخمسين قرش".. وأحيانا يصل سعر الاستمارة إلى 2 أو 3 جنيهات.. الكل يحاول أن يكسب من بطن المأساة وكله بـ"الحلال".
وعلى هامش المشهد ظهر من يقدم تصويرا عاديا للنسخة بـ 50 قرشا، وتصويرا مستعجلا بجنيه، من يقوم بتدبيس الأوراق بـ 50 قرشا أخرى، أما أهم فئة ظهرت في هذا الإطار فكانت مجموعات تقف أمام مكتب البريد تقوم بعمل كل شيء بالنيابة عن صاحب الطلب، فهم يحصلون على البيانات الكاملة من طالب الخدمة، ويقومون بعد ذلك بإحضار الاستمارة وملئها وتقديمها إلى البريد وما عليك سوى أن تتسلم منهم إيصال التقديم مقابل 9 جنيهات رغم أن سعر الطلب في مكاتب البريد هو 6 جنيهات.