[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]واشنطن (رويترز) - فاجأت الاضطرابات السياسية المشتعلة في الشرق الاوسط من تونس الى مصر ووصولا الى لبنان ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما وأشارت الى حدود النفوذ الامريكي في التأثير على الاحداث في الشرق الاوسط.
وعلى الرغم من بذلها لكثير من المساعدات والدبلوماسية في المنطقة تبدو واشنطن حتى الان عاجزة عن ممارسة أي تأثير حقيقي بشأن أحدث التطورات حتى فيما يتعلق بتهديدات لم يسبق لها مثيل يواجهها حليف عربي مهم مثل الرئيس المصري حسني مبارك.
ويسعى صناع القرار السياسي الامريكيون - الذين يشعرون بالقلق من أن تخرج الاضطرابات في المنطقة عن نطاق السيطرة - الى وضع نهج مناسب.
وقال ديفيد ماكوفسكي المحلل في معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى "هذا وقت صعب جدا للولايات المتحدة في الشرق الاوسط ... التحدي هو التوصل الى الموقف السليم."
وفيما يلي أسئلة وأجوبة بشأن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الاوسط:
- ما الذي تشير اليه الاضطرابات بشأن سياسة ونفوذ الولايات المتحدة؟
- منذ تولى أوباما رئاسة البلاد قبل نحو عامين واجهت ادارته صعوبات عدة مرات للموازنة بين الدعم للدول العربية المعتدلة التي تعتبر مهمة للمصالح الامريكية وبين الضغط من أجل مزيد من الحريات السياسية وحقوق الانسان.
ومصر مثال واضح على هذه المعضلة نظرا لان الولايات المتحدة لا تعتبرها ركيزة أساسية لعملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين في المستقبل وحسب وانما تعتبرها أيضا ستارا في مواجهة النفوذ الايراني بالمنطقة.
وبعد موقف اتسم بالتحفظ في البداية حثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الرئيس المصري فيما بعد صراحة على اجراء اصلاحات سياسية في مواجهة المحتجين الذين يطالبون باسقاطه.
ونادرا ما رضخ مبارك للضغوط الامريكية بشأن سلوك حكومته من قبل ولم يتضح بعد ما اذا كانت اللهجة الاكثر حدة من جانب كلينتون ستترجم الى اي شيء ملموس.
والتأثير الامريكي على مستوى الشارع في مصر وسائر العالم العربي ضئيل أيضا. ولاتزال المشاعر المناهضة للولايات المتحدة قوية على الرغم من محاولة أوباما التواصل مع العالم الاسلامي وجهوده لتخفيف العداء تجاه واشنطن الذي خلفه قرار سلفه جورج بوش غزو العراق عام 2003 .
والادارة مقيدة ايضا برغبتها في تجنب اعطاء الانطباع بمزيد من التدخل الامريكي في المنطقة. واستقبل "جدول أعمال الحرية" الذي تحدث عنه بوش بازدراء في العالم العربي.
- ما هي العواقب بالنسبة للولايات المتحدة اذا سقط مبارك؟
- أولا وقبل كل شيء يرجح معظم المحللين المقيمين في الولايات المتحدة أن يصمد مبارك في وجه العاصفة على الاقل لان حكومته وجيشه مستعدان فيما يبدو لاستخدام كل القوة اللازمة لتجنب مصير الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي تمت الاطاحة به في احتجاجات شعبية.
كما أن حلفاء مبارك الغربيين يريدون على الارجح تجنب اضطرابات شاملة في البلاد البالغ عدد سكانها 80 مليون نسمة والتي قد تنجم عن التخلي عنه.
لكن اذا فقد مبارك سيطرته على الحكم المستمرة منذ 30 عاما فان أكبر مخاوف الولايات المتحدة ستكون صعود حكومة لها صلات وثيقة بالاسلاميين وخطر أن تأخذ مصر صف ايران العدو اللدود للولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل.
وينظر على نطاق واسع الى هذا على أنه شيء لن يسمح الجيش المصري القوي بحدوثه أبدا. وقدمت واشنطن لمصر مساعدات بمليارات الدولارات شملت مساعدات عسكرية منذ أصبحت أولى دولتين عربيتين اثنتين فقط تقيمان سلاما مع اسرائيل بعد توقيع معاهدة عام 1979 .
- ما هي المخاطر المرتبطة بالازمة السياسية في لبنان؟
- لا يمكن انكار سبب مخاوف الولايات المتحدة بعدما بدأت عملية تشكيل حكومة جديدة مدعومة من حزب الله. وهنا أمام واشنطن خيار قطع المساعدات عن القوات المسلحة اللبنانية اذا كانت تخشى أن تسقط الاسلحة الامريكية في أيدي مقاتلي حزب الله وتستخدم ضد اسرائيل.
لكن من غير المرجح أن يكون لهذا التهديد أثر كبير. ومنذ انهيار الحكومة التي كان يقودها رئيس الوزراء السابق المؤيد للغرب سعد الحريري هذا الشهر بدت واشنطن عاجزة عن التأثير على مجرى الاحداث.
وكانت ادارة أوباما تأمل أن يكون لبنان مثالا يحتذى للاصلاح الديمقراطي في الشرق الاوسط. لكن حزب الله المدعوم من ايران وسوريا والمدرج على قائمة الولايات المتحدة للمنظمات الارهابية كسب مزيدا من النفوذ.
- ماذا يعني هذا لعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية؟
- أي زعزعة للاستقرار في الشرق الاوسط تعتبر نذير شؤم بخصوص احياء محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وجهود السلام التي يبذلها أوباما متعثرة بالفعل ولا توجد اي مؤشرات على عودة الحياة اليها في الوقت الحالي.
وازداد الموقف تعقيدا بسبب تأثير وثائق سرية مسربة تظهر أن المفاوضين الفلسطينيين قدموا تنازلات كبيرة لاسرائيل في محادثات في عام 2008 لم تسفر عن أي نتيجة.
- ماذا يعني هذا بالنسبة لمكافحة الولايات المتحدة لتنظيم القاعدة؟
- ليس له أثر يذكر. لكن أي شيء يقوض النفوذ الامريكي في العالم العربي يمكن أن يقوي شوكة الاسلاميين الذين يعارضون جهود واشنطن. ونشط تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن مقرا على مدى العام المنصرم في التخطيط لهجمات على أهداف امريكية على الرغم من أن غارات لطائرات أمريكية بدون طيار تقتل المزيد من المتشددين.
من مات سبيتالنيك