بعد إقصاء المنتخب العراقي (حامل اللقب) من ربع النهائي أمام أستراليا بطريقة درامية ومغادرة إيران أمام كوريا الجنوبية بنفس الطريقة في نفس الدور ,فشلت منتخبات غرب القارة في إدراك نصف نهائي كأس الأمم الأسيوية لأول مرة منذ انتهاء نظام الدورات المجمعة للبطولة بانتهاء النسخة الرابعة في إيران عام 1968.
عملاقي شرق القارة اليابان وكوريا الجنوبية في نصف نهائي ناري علي أحد بطاقتي النهائي الحلم عصر الثلاثاء بملعب جاسم بن حمد بنادي السد , ومنتخب أوزبكستان ممثل مدرسة وسط أسيا و المنتحب الأسترالي الوافد الجديد علي القارة الصفراء في نصف النهائي الأخر علي ملعب خليفة الدولي مساء نفس اليوم , والنتيجة نهائي أسيوي مختلف يعطي مؤشر علي تغير خارطة كرة القدم في أكبر قارات العالم ,و يؤكد أن سيطرة أندية الشرق علي دوري الأبطال الأسيوي في النسخ الخمس الأخيرة و بلوغ الثلاثي اليابان و الكوريتين مع "منتخب الكانجارو" نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا صيف العام الماضي,لابد أن يدفع المنتخبات العربية الأسيوية مع منتخب الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلي إعادة الحسابات حتى لا يصبح تفوقهم و سيطرتهم السابقة علي الكرة الأسيوية أثر بعد عين.
"لدغة" كيويل أصابت "أسود الرافدين" في مقتل
علي ملعب جاسم بن حمد بنادي السد و أمام أعين ما يقرب من 8 ألاف متفرج انتهي الشوط الأول للقاء أستراليا (أول المجموعة الثالثة) أمام منتخب العراق (وصيف المجموعة الرابعة) بالتعادل الأبيض في ظل وجود أفضلية لزملاء قيدوم فولهام مارك شوارزر.
"أبغض الحلال" في مواجهات كرة القدم تواصل في الشوط الثاني رغم ضياع عديد الفرص من المنتخبين بسبب توفيق الحارسين شوارزر و قاصد من ناحية و رعونة المهاجمين في إنهاء الهجمات من ناحية أخري.
التعادل الأبيض تواصل خلال الوقت الإضافي الأول و كاد الحكم القطري عبدالرحمن عبدو يلجأ لركلات الترجيح لحسم هذا اللقاء لولا الرأسية التي أطلقها نجم هجوم جلطة سراي التركي هاري كيويل من بين باسم عباس و أحمد خلف علي يسار محمد كاظم بعد تمريرة رائعة من زميله مات مكاي في الدقيقة 118 من عمر اللقاء .
إيران تفشل في تحدي "الشمشون" الكوري الجنوبي
في المواجهة الأخيرة في ربع نهائي هذه النسخة نجح المنتخب الكوري الجنوبي من إزاحة المنتخب الإيراني بصعوبة بعد أن تغلب عليه بهدف دون رد في اللقاء الذي شهده ملعب سحيم بن حمد بنادي قطر و أداره حكم أسيا الأول الأوزبكي رافشان إيرماتوف.
رغم تفوق الجمهور الإيراني في مدرجات ملعب اللقاء و تفوق زملاء جواد نيكونام العائد للتشكيلة الأساسية لبلاده في الدور الأول بفارق نقطتين عن "محاربي التايجوك" إلا أن الأفضلية علي أرض الملعب كانت لرفاق النجم بارك جي سونج ,و أضاع الفريق أكثر من فرصة كان أخطرها تسديده جي وونج وون التي لامست القائم الأيسر لسيد مهدي رحمتي نهاية الشوط الأول.
في بداية الشوط الثاني تقاسم الفريقين السيطرة علي مجريات الأمور قبل أن يظهر التفوق الإيراني في نهاية زمن هذا الشوط عن طريق أكثر من محاولة كانت أهمها التسديدة الرائعة التي أطلقها متوسط ميدان أوساسونا الإسباني جواد نيكونام في الشباك الخارجية للحارس جونج سونج ريونج قبل نهاية الوقت الأصلي باثني عشر دقيقة.
في الوقت الإضافي الأول وضح تفوق أبناء المدرب تشو كوانج راي في العامل البدني و البديل يون بيت جارام الذي دفع به المدير الفني بدلاً من الهداف كو جا تشول قبل 8 دقائق فقط من انتهاء الوقت الأصلي للقاء , تمكن من إحراز هدف الفوز من تسديدة يسارية رائعة في الوقت بدل الضائع من الشوط الإضافي الأول.
محاولات المنتخب الإيراني لتعديل النتيجة في الوقت الإضافي الثاني فشلت أمام ثقة و تمكن الكوريين و تصميمهم علي التقدم خطوة أخري نحو استعادة لقب البطولة الذي غاب عن خزائنهم منذ فوزهم بأول لقبين عامي 1956 و 1960.
فيما يلي نستعرض أهم أرقام وظواهر و مفارقات البطولة بعد انتهاء دورها ربع النهائي:
* فوز المنتخب الأسترالي علي نظيره العراقي رد به الاعتبار لخسارته في الدور الأول للنسخة الماضية (1-3).
* المواجهة التي جمعت المنتخبين الكوري الجنوبي والإيراني في ربع نهائي هذه النسخة , هي الرابعة بين المنتخبين الكبيرين في هذا الدور و السادسة طوال تاريخهما في البطولة , فوز "محاربو التايجوك" في لقاء أمس هو الثاني لهم خلال هذا الدور بعد أن حققوا الفوز بنتيجة (2-1) في نسخة لبنان عام 2000,المنتخب الإيراني بدوره حقق انتصارين أيضاً الأول كان في دولة الإمارات 1996 بسداسية تاريخية مقابل هدفين و الثاني كان في نسخة الصين 2004 برباعية مقابل ثلاثة, يُذكر أن أول لقاء جمع المنتخبين في النهائيات كان في نهائي نسخة 1972 في تايلاند وفازت إيران (2-1) وأحرزت لقبها الثاني,أما اللقاء الوحيد الذي جمع المنتخبين في الدور الأول فقد حسمه الكوريون بثلاثية نظيفة علي الملاعب القطرية عام 1988.
* إذا كان المنتخبين الأسترالي و الأوزبكي قد نجحا في بلوغ نصف نهائي أمم أسيا لأول مرة في تاريخهما, فإن المنتخبين الياباني و الكوري نجحا في بلوغ نفس الدور للمرة الخامسة "لمحاربي التايجوك" و السادسة "لمحاربي الساموراي".
* منذ بلوغ إيران نصف نهائي النسخة الخامسة في تايلاند 1972 صحبة الثلاثي تايلاند وكوريا الجنوبية و كمبوديا ,لم تغب منتخبات غرب أسيا عن هذا الدور المتقدم في أي مرة ,وتراوح عددها بين منتخب واحد, كما حدث مع السعودية في نسخة 2000 بلبنان ,أو منتخبين كما حدث في نسخة قطر 1988 (إيران و السعودية) و نسخة اليابان 1992 (السعودية و الإمارات) و كذلك النسختين الثالثة عشرة الرابعة عشرة بالصين 2004 (البحرين و إيران) و 2007 ( العراق و السعودية), أو ثلاث منتخبات كما هو الحال نسخة إيران 1976 (إيران – العراق – الكويت) و نسخة سنغافورة 1984 (السعودية و الكويت و إيران) , و صبغت منتخبات الغرب نصف نهائي نسخة الإمارات 1996 بصبغة خالصة عندما نجح الرباعي الإمارات و السعودية و إيران و الكويت بلوغ هذا الدور, لتأتي هذه النسخة وتتساقط خلالها المنتخبات الغرب أسيوية وتفشل في الوصول لهذا الدور لأول مرة منذ 39 عاماً.
* إذا كان أحد منتخبي أستراليا أو أوزبكستان سينجح في بلوغ نهائي البطولة لأول مرة في تاريخه أملاً في التتويج بلقبه الأول , فإن المنافسة بين الثنائي كوريا الجنوبية و اليابان ستحمل طابع خاص , حيث يأمل الكوريين في بلوغ النهائي و استعادة لقب البطولة التي غابت عنهم منذ أكثر من نصف قرن وذلك لمعادلة رقم الثلاثي إيران و اليابان و السعودية, فيما يأمل جيرانهم اليابانيين في تجاوزهم وبلوغ النهائي في طريقهم إلي إضافة لقب رابع يمنحهم الإنفراد بالرقم القياسي علي صعيد الفوز بالبطولة برصيد 4 ألقاب.
* في ثلاث مواجهات من أربع شهدها ربع نهائي هذه النسخة تمكن المنتخب صاحب المركز الأول في مجموعته بالدور الأول من الإطاحة بالمنتخبات صاحبة المركز الثاني,المنتخب الكوري الجنوبي(ثاني المجموعة الثالثة) كسر هذه القاعدة وأزاح المنتخب الإيراني صاحب مقعد الصدارة في المجموعة الرابعة.