أكد عدد من المؤرخين المصريين أن ما حدث فى تونس ليس بجديد على الشعب التونسى الذى اعتاد الثورة على الظلم، خاصة أن التاريخ التونسى حافل بالثورات المشابهة، الأمر الذى ينفى
المقولات الغربية عن الثورات العربية النادرة والشعوب المستكينة.
المؤرخ قاسم عبده قاسم نفى العبارات الشائعة عن استكانة الشعوب العربية وثوراتها النادرة، وقال إن الشعب التونسى أثبت زيف تلك المقولة، فهو لم يصبر على الرئيس السابق زين العابدين إلا لعشرين عاماً فقط، بعدها ثار، والكثير من الشخصيات الأدبية الثائرة كانت تنتمى إلى الدولة التونسية كالشاعر أبو قاسم الشابى، والشاعر بيرم التونيسى الذى حمست أشعاره الشعب المصرى لقيام ثورة 1919، وفى التاريخ الحديث العديد من الثورات، وكان الشعب المصرى أول من قام باختيار حاكمه فى التاريخ الحديث، حين أقال خورشيد باشا وولى محمد على.
ووصف الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ المعاصر، ما حدث فى تونس بأنها الثورة الأعنف فى التاريخ التونسى، نتيجة لإحساس الظلم الذى ساد البلاد ولم تنجح الحكومة بوعودها الكاذبة فى السيطرة عليه، وظل الرئيس السابق زين العابدين يتلاعب بالشعب، لذا ثار الشعب حين بات الظلم لا يحتمل كما علمنا التاريخ.
وأضاف الدسوقى أن الثورات التى شاهدتها تونس فى العصر الحديث ضد الاستعمار لم تلجأ إلى العنف كالثورة الجزائرية بل كانت أشبه بثورة 1919 التى طالبت بالإصلاح السياسى دون منهج ثورى تحريضى، وذلك بسبب تأثر العديد من الطبقات فى تونس بالاحتلال الفرنسى والتعاطف معه منذ بدايته عام 1881.
وأضاف الدكتور سعيد الحلوانى، أستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، أن الشعب التونسى مشهور بثوراته على الظلم، فهو لا يستكين كثيرا، وعلى مدار تاريخه شهدت تونس العديد من الثورات بعضها كانت ثورات مذهبية، كحال الثورة على الدولة العلوية، وبعضها سياسية، وكثيرا ما كانت تلك الثورات تمتد لتشمل جميع دول المغرب، خاصة الجزائر، فالدول الاستعمارية غالبا ما كنت تعتبر الدولة التونسية والجزائرية دولة واحدة.
بينما أكد الدكتور عبد الوهاب بكر، أستاذ التاريخ بجامعة الزقازيق، أن الثورة التى حدثت فى تونس من الممكن أن تنتقل إلى باقى الدول المجاورة تأثرا بنظرية "الدمينو"، الخاصة بالتاريخ السياسى للدول، والتى تؤكد سهولة انتقال عدوى الثورات والانقلابات من بلد إلى أخرى مجاورة لها، وقال بكر، إن تونس متأثرة بشدة بالانتفاضات التى قامت فى فرنسا فى عهد الرئيس الفرنسى تشارل ديجول نتيجة لتأثر تونسى بشكل عام بالثقافة الفرنسية.