حمد عبد الحافظ-الإسكندرية
نظم عدد من القوى السياسية والأحزاب وقفة احتجاجية صامتة على كورنيش محافظة الإسكندرية شمالي مصر احتجاجا على التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين مطلع العام الجديد، وأسفر
عن سقوط 22 قتيلا و97 جريحا، ودعوا إلى التمسك بوحدة النسيج الوطني من أجل إنقاذ الوطن.
وجاءت الوقفة استجابة لدعوة أطلقها نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، دعوا فيها إلى وقفة تضامنية مع ضحايا حادث كنيسة القديسين في كل المحافظات للتعبير عن إدانة مثل تلك الأحداث والتضامن مع الأقباط.
وشارك في الوقفة قيادات حزبية وسياسية من حزب التجمع وحركة كفاية والجمعية الوطنية للتغيير، بينهم رئيس حزب الغد أيمن نور وعبد الرحمن الجوهري عن حزب الكرامة.
وقفة صامتةكما شارك في الوقفة شباب حزب الجبهة الديمقراطية وحزب الغد والحملة الشعبية لدعم البرادعي ومطالب التغيير و6 أبريل وحركة كفاية وشباب من أجل العدالة والحرية وحشد والاشتراكيين الثوريين وجمعية بلدي لتنمية الديمقراطية.
ورفع المتظاهرون أعلام مصر ولافتات مكتوب عليها "قلب الوطن موجوع" و"الدم كله سواء، حرام بأمر الله"، و"دمنا واحد ومصيرنا واحد" و"مسلم.. قبطي.. الأيد في الأيد" و"دمي دمك، همي همك، عرضي عرضك"، و"أوعى يا مصري تخون أفكارك، قتل القبطي عاري وعارك".
وحمل بعض الشباب لافتة بعنوان "كلنا مصريين وضد الإرهاب"، كما رفعت صور وأسماء جميع ضحايا الحادث، وارتدى المشاركون قمصانا مرسوما عليها الهلال والصليب.
ووزع المتظاهرون بيانا استنكروا فيه فشل الحكومة في مواجهة تهديدات تنظيم القاعدة ضد الكنائس المصرية، وطالبوا بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي ومحافظ الإسكندرية عادل لبيب من منصبيهما واتهموهما "بالتقاعس" عن أداء دورهما مما تسبب في حدوث تفجير الكنيسة.
وطالب البيان جموع الشعب المصري بكافة طوائفه وفئاته بعدم الانسياق وراء المخططات التي تستهدف أمن الوطن، والتمسك بوحدة النسيج الوطني من أجل إنقاذ الوطن.
وطوقت قوات الأمن الموجودة بكثافة في المنطقة المتظاهرين لمنع تحركهم في الشارع دون الاشتباك معهم، إلا أن بعض المناوشات وقعت بعد إلقاء القبض على إحدى الناشطات قبل الإفراج عنها في نهاية الوقفة.
وقال أبو العز الحريري الناشط اليساري وأحد منظمي الوقفة إنها جاءت لإظهار مدى تضامن الإخوة المسلمين والمسيحيين في الإسكندرية وعموم مصر، والاحتجاج على الأحداث "الإرهابية" التي تودي بحياة أبرياء من أبناء الوطن.
وأشار إلى أن الحادث اللاإنساني يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، ودعا إلى استغلال الحدث للتأكيد على وحدة الأمة وتلاحم أبنائها في الشدائد.
مخططات خارجيةوقال مؤسس حزب الغد أيمن نور إن "هذا الاعتداء لا يمت للإسلام بصلة، والأديان كلها بريئة من مثل هذه الأفعال"، مؤكدا أن هذا الحادث "دق ناقوس الخطر على سلامة الوطن ووحدته".
وحذر في الوقت نفسه من المخططات الخارجية التي تهدف إلى ضرب المصلحة الوطنية عبر ضرب الاقتصاد والوحدة الوطنية داخل مصر.
وفي سياق متصل أعلن حزب الجبهة الديمقراطية بالإسكندرية حالة الحداد الرسمي في جميع مقراته على أرواح ضحايا حادث كنيسة القديسين بالمحافظة.
وجدد دعوته لجميع طوائف الشعب إلى إعلان حالة الحداد الشعبي من خلال رفع الرايات السوداء على المنازل وارتداء ملابس الحداد ووضع شارات سوداء على الملابس.
كما نظم حزب الوفد وقفة صامتة بالشموع أمام مقر الحزب بالمحافظة لإدانة التفجير، مطالباً باستصدار قانون بناء دور العبادة الموحد وتدشين هيئة وطنية للدفاع عن الحريات والوحدة الوطنية في كل محافظات مصر.