تستعرض الدكتورة صباح عمار، المدرس بكلية التمريض جامعة حلوان، بعض الأبحاث والدراسات المتعلقة بفوائد الصيام، حيث تقول: نعيش هذه الأيام فى شهر شعبان المبارك، وأيام ويهل علينا شهر رمضان، ويتخوف الناس من قدوم شهر رمضان فى فصل الصيف، وكيفية تحمل الصيام فى هذه الحرارة العالية، إلا أن أطباء القلب كان لهم رأى آخر، فالصيام المنتظم قد يكون جيدا للقلب.
وهذه هى النتيجة التى توصلت إليها دراسة جديدة، قام بها أطباء فى ولاية يوتاه، درسوا العلاقة بين الصيام الدورى وبين الأمراض القلبية الوعائية، وأجرى الباحثون مقابلة مع 200 مريض كانوا يخضعون لفحص تشخيصى يعرف باسم «تصوير الأوعية الدموية» وهو فحص بالأشعة السينية للأوعية الدموية وأذينان القلب يمكن أن يحدد ما إذا كان الشخص يعانى من مرض القلب التاجى أم لا.
صيام صحي:
توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين صاموا بشكل منتظم قل لديهم خطر التعرض للأمراض التاجية بنسبة 85%، مقارنة بالأشخاص الذين ذكروا أنهم لم يصوموا، حسب ما ذكر تقرير قدم فى مؤتمر الكلية الأمريكية لطب القلب الذى أقيم فى مدينة "نيوأورليانز" مؤخرا.
ولكن الباحثين يقولون إن النتائج تبدو مهمة، لأنهم يؤكدون نتائج دراسة مبكرة أكبر كانت قد نشرت فى الدورية الأمريكية لطب القلب، والتى توصلت إلى وجود ارتباط مشابه بين الصيام ومرض القلب بين 448 مريضا.
وقال الدكتور بنيامين هورن، مدير طب القلب والأوعية الدموية وعلم الأوبئة الوراثية بشركة «إنترماونتين» للرعاية الصحية، وهى شركة للخدمات الصحية والعناية الفائقة فى مدينة سولت ليك، إن «الدراسة الأولى التى أجريناها لم تكن نتيجة مصادفة، وقد تمكنا من تكرار النتائج، وأظهرنا أن الأشخاص الذين يصومون بشكل روتينى يقل معدل إصابتهم بالأمراض التاجية».
ومن بين التغيرات الأخرى، توصل العلماء إلى أن مستويات هرمون النمو البشرى، الذى يعرف أيضا باسم هرمون «إتش جى إتش»، قد ارتفعت بعد الصيام، وزاد بمعدل 20 ضعفا لدى الرجال ومعدل 13 ضعفا لدى النساء، وينتشر الهرمون عبر الجسم فى أوقات الجوع من أجل حماية كتلة العضلات الهزيلة وإثارة الجسم من أجل البدء فى حرق مخزون الدهون.
وقال هورن، إن «هناك الكثير من الأمور الإضافية التى يجب أن يتم إنجازها من أجل شغل الأبحاث المتعلقة بالآليات الحيوية، ولكن ما يشير إليه هذا البحث هو أن الصيام ليس علامة على سلوكيات نمط الحياة الصحية الأخرى، ويبدو أن الصيام يتسبب فى حدوث بعض حالات الإجهاد الكبيرة، وأن الجسم يستجيب لهذه الحالات عبر بعض الآليات الوقائية التى من المحتمل أن تمتلك تأثيرا مفيدا طويل الأجل على خطر التعرض لأمراض مزمنة».