الفنان تامر حسني* لقورينا* : خسرت حياتي* الشخصية من أجل الفن
تذكرت و أنا* أصطحب ابنتي* الصغيرة إلى مطار* “بنينة*” للمشاركة في* استقبال الفنان تامر حسني*. تذكرت ما رواه لي* الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي* حين التقينا مصادفة في* مكتب الأديب الراحل المحترم ناصر الأنصاري* المدير السابق لمعرض القاهرة الدولي* للكتاب،* عندما حدثني* عن حكاية الأغنية التي* كتبها للفنان* “مروان خوري*”بعنوان دوائر التي* كانت مقدمة شريط* “أوقات فراغ*”.فأخبرني* أنه كتب هذه الأغنية،* نزولاً* عند رغبة* ابنته التي* جاءته* يوما،* وطلبت منه أن* يكتب أغنية لمطربها المفضل مروان خوري* .فكانت أغنية* دوائر*. وهذا قريب مما حدث لي* مع صغيرتي* التي* تحب سماع تامر حسني* .فقررت مصاحبتها لنهدي* له باقة ورد* .
* * أردت الاقتراب أكثر من هذا الفنان الذي* يتصدر* الصف الأمامي* لمطربي* جيله وأتعرف على مشروعه عن كثب*. التقيته فور نزوله من سلم الطائرة،* وما إن صافحته وحدثته حتى شعرت أنه مثل ابني* .هو شاب بسيط ومتواضع* .ما* يلفت في* مشواره الفني* عصاميته ونحته في* الصخر وطفولته القاسية التي* اشتبك فيها مع الحياة باكرا،* وعمل أعمالا شاقة* ينوء بحملها الكبار.لكنه لم* ييأس و لم* يتقاعس.أحب الغناء و أصر على النجاح والوصول إلى هدفه* .قد نتفق أو نختلف حول ما* يقدم من فن* .لكن لا* يستطيع سوى جاحد أن* ينكر نجوميته و تأثيره على قطاعات هائلة من الشباب*. استثمرنا وجوده في* بنغازي* لإحياء احتفال عيد الفاتح.فكانت هذه الوقفة معه*.
قورينا* : نعود بك إلى زمن الطفولة هذه المرحلة التي* تحدد شخصية الإنسان و ترسم ملامحها.حدثني* عن تلك المرحلة من حياتك و عن أحلامك في* ذلك الزمن*. وهل تشاركني* الرأي* أن الطفل تامر حسني* لا* يزال* يحضر بقوة في* داخلك إلى الآن*.
* أعلم أن الحياة* لم تكن ناعمة بالنسبة لك* .كانت قاسية دفعتك للعمل باكرا في* أعمال وعرة* .فماذا تعلمت من تلك المرحلة؟*.
* تامر* : أولا أشكرك جدا على هذه المقدمة الجميلة و هذا شرف لي* أن أكون ابنك و ابن لأي* بيت ليبي*
* و أي* بيت عربي*. و طفولتي* طبعا كانت صعبة و من الواضح أنه عندك معلومات عنها*. أنا ولدت في* غياب أبي* .
* و عشت فتره صعبة لم أكن ألعب فيها مثل الأطفال لم* يكن فيها فرح لم* يكن فيها مرح*. كانت قاسية جدا
كتب علي* أن أعمل من صغري* كي* أنفق علي* أمي* ،كان علي* أن أفرحها و أن أحقق حلمي* و أسعى إلى الغناء
* خاصة* أنه لم* يكن أحد إلى جانبي* يساعدني* لم تكن عندي* واسطة*.
* و لكني* صبرت رغم المعاناة و الصعوبات التي* قابلتني*
لكن* إيماني* بالله و بموهبتي* جعلاني* أصبر حتى استطعت تحقيق شيء* يذكر*.
* أما* تامر الطفل فهو لا* يزل داخلي* إلى الآن*. وهو* يظهر في* مواقف كثيرة في* حياتي* .
* و تصرفات تحدث تحديداً* وأنا علي* المسرح،
* دائما أتذكر تامر الطفل الذي* كانت أمنية عمره،* أن* يغني* ويحدث أمه أنه* يحلم أن* يكون مشهورا و* أن* يحبه الناس*.
* دائما أتذكر هذا.أتذكر أن المعاناة التي* عانيتها و أنا صغير.أكرمني* ربي* بعدها فالله لا* يضيع حق وثمرة من* يجتهد*.
* تعلمت من تلك المرحلة الصبر و الإيمان و الرجولة و الإحساس بالناس* .
* في* ظل كل هذه الظروف القاهرة على أسرة من دون راع* يقوم بمسؤولياتها.كيف عرفت طريقك إلى الغناء وسط كل هذا العناء؟*-
تامر*: لم أعرفه بسهولة طبعا.وبقيت أكثر من ثماني* سنوات أحاول أن أعرفه*.
* و تعرضت إلى كثير من الإحباط و المواقف المحرجة* التي* تدفع الإنسان إلى اليأس* .
*- وكما ذكرت في* البداية فقد تعلمت الصبر في* هذه المرحلة.و إيماني* بالله جعلني* أصل إلى هدفي* و أحقق حلمي*.
* جمهور الجامعة كان أول جمهور* يستمع إليك.كيف ترتسم في* ذاكرتك هذه المرحلة.وما هي* أول أغنية* غنيتها أمام الجمهور(الأول*).
* أيضا المذيعة المعروفة سلمى الشماع لها قصة مهمة في* حياتك وكذلك نصر محروس حدثنا عنهما*.
* جمهور الجامعة طبعا هو الذي* دفعني* و أعطاني* الثقة بنفسي*. وحينما حضرت الإعلامية سلمي* الشماع مؤتمرا في* الجامعة كنت* غنيت أغنية*( قولوا لا للخوف*) من كلماتي* و لحني* كنت* “عاملها لنفسي*” في* ذلك الوقت كي* لا أشعر باليأس أو الخوف وأن أطمئن أن* غدا أجمل و أحلى.و اشتهرت هذه الأغنية في* الجامعة في* ذلك الوقت*.
* وأصحابي* من حبهم لي* صمموا أن* تستمع إلى الأستاذة سلمي* الشماع*
* و سمعت صوتي* و بالفعل جعلتني* أغني* في* حفلة قناة النيل للمنوعات
* ومن هنا التقيت الأستاذ نصر محروس*.
* و أنتج لي* أغنية* (شكلي* هحبك ولا ايه*)
* و بعد ذلك البوم
*( تامر و شيرين)الذي* تعرف الناس علي* من خلاله بشكل أكبر*.
* و صورت*( حبيبي* وأنت بعيد*) و كانت انطلاقتي* من أغنيه حبيبي* وأنت بعيد*.
* قورينا* : هل كنت تتوقع ما حظيت به من نجاح في* بداية مشوارك* .وسط أسماء فنية تملأ سمع الدنيا* :عمرو دياب* ،محمد فؤاد* ،هشام عباس،إيهاب توفيق وغيرهم.هل للحظ دور في* هذه المسألة أم أنه الاجتهاد.أم كلاهما معا.ما نسبة كل منهما*.
* تامر* : لم أتوقع أن* يمنحني* ربي* كل هذا لكنني* كنت أتعب* ،* و أجتهد و أدعو الله ليل نهار*.
* و مرد ذلك أن الله* يرزق من* يشاء للإنسان حين* يولد وحين* يجتهد*.
وأنا تعبت جدا كي* أصل إلى ما أنا فيه الآن*.
* الفضل في* كل هذا إلى دعوات* أمي* ثم اجتهادي* .علي* هذا الأساس ربنا* يكلل النجاح لن أقول الحظ* ،أقول(قسمة* )ربنا* .
قورينا* : -أنت شاب بسيط من أسرة متواضعة.وجدت نفسك في* عالم صاخب مشاهير و أضواء وصحافة.عالم معقد له معادلاته و حساباته*. ألم تخف من هذه الأجواء وكيف استطعت أن تستوعبها؟
تامر* : أنا شخص* (ماشي* في* حالي*) وأركز في* عملي* و لا أركز فيمن حولي*. شكلهم* ،تصرفاتهم أنا أركز في* عملي* و مع جمهوري* ماذا* يريد وما الذي* يتمناه مني* وينتظره*.
و أعبر عنهم لكن الأجواء الفنية و الوسط أنا لست محتكا بها تماما* .و* يمكن لهذا* أن* يزعل فنانون مني*.
لأني* بعيد* عن الوسط* . أنا ابتعدت عنه لما لقيت الناس بتتكلم عن بعض و تتمني* الأذى للبعض*.
فأحببت أن أبتعد و أركز في* شغلي* فقط و الناس الذين* يحبونني*.
قورينا* ما أصعب موقف تعرضت له في* بداية المشوار الفني؟
* تامر* : مواقف كثيرة من نوعية* أن أذهب إلى شركات إنتاج ويقولون لي* أنت لا تعرف* تغني* أو أن صوتك ليس به جديد* .كل هذه المواقف التي* تجعلني* أحبط أو أيأس*
قورينا* :- من له الفضل عليك بالتأكيد بعد الله سبحانه وتعالى.وهل هناك من حاول محاربتك و إبعادك عن هذا الوسط؟
* الفضل طبعا في* ظهوري* للناس هو ربنا سبحانه و تعالى وأمي* و الأستاذة سلمي* الشماع و الأستاذ نصر محروس*.
* و الأستاذ محسن جابر الذي* يكمل معي* مشواري* الآن* ،مرحلة النضوج*.
* وطبعا هناك فنانون مشهورون حاولوا إبعادي* عن الوسط و تدميري* كفنان*. و الجمهور ذكي* و* يعرف جيدا من وراء محاربتي* ،* لست محتاجا لأن أتكلم أكثر،الجمهور* يعلم كل شيء و* يعرف من* يحاربني*.فقط أدعو له بالهداية* .
* و في* المجمل نحن أولاد بلد واحد و وطن واحد.نحن في* ساحة* غناء ولسنا في* ساحة حرب*.
* وأتمنى من الله أن* يهدي* من* يقوم بهذه الأفعال و* يرشده* .لنصبح كلنا أصدقاء و أحباب أتمنى* على الله أن* يهدي* من* يقوم بهذه الأفعال*. و* يرشده و نكون كلنا أصدقاء و أخوات*.
قورينا* :-أعتقد أن هناك قواسم مشتركة كثيرة بينك وبين شيرين.كيف ترى شيرين ؟
تامر* : شيرين فنانه رائعة و شريكة بدايتي* الفنية* ،* ربنا* يخليها لأسرتها و أولادها*. و طبعا على المستوى الفني* من أجمل الأصوات التي* ممكن الواحد* يسمعها* .
وإحساسها عال* .
قورينا* : – تامر* يغني* و* يكتب و* يلحن و* يشارك على مدى العام في* حفلات* . و* يمثل و* يكتب قصة فيلم*.(اللهم لا حسد*) ألا* يشكل هذا ضغطا عليك* .و استنفادا لمواهبك.أم لديك مشروع تريد تحقيقه.؟هل تامر حسني* أفضل من* يفصل على قماشة صوت تامر حسني؟
تامر* : أنا أكتب و ألحن وأؤلف و أغني* و أمثل و هذا* يشكل ضغطا طبعا*. و الحمد الله* أنا كفنان محقق نجاح في* كل ما أعمل*.
* لكن كإنسان ليس لدي* حياة شخصية و لا زوجة ولا أولاد*. أنا ظلمت حياتي* الشخصية،لأني* عندي* هدف في* حياتي* و أحب عملي* وأمنيتي* أن أكون فنانا شاملا،
كل الشمول*. ” حاجه محدش عملها قبل كده* ” . أني* بكون أمثل و أكتب و ألحن و أغني* و أخرج وأنتج أحاول دائما أن أسعى إلى الاختلاف و التميز.لكن في* الأساس لابد أن تكون هناك* موهبة في* كل تلك المجالات الفنية،* و ليس مجرد الرغبة في* أن أكون فنانا شاملا*.
والحمد الله أنا محقق نجاح في* كل ما ذكر*. و على هذا الأساس تم منحي* جائزة أسطورة القرن من الولايات المتحدة الأمريكية*.
التي* تم منحها لي* كوني* حققت نجاحا في* المجالات السابقة*. باعتبار أني* أول فنان* يتربع علي* هذا النجاح و الشمول* .
أنا* من أفضل من كتبوا و لحنوا لي*.و هذا لا* ينفي* أنني* تعاملت مع مؤلفين و ملحنين ناجحين لا أستطيع الاستغناء عنهم*..
قورينا* : -الفن الآن*- شئنا أم أبينا* – صناعة ضخمة شركات هائلة أرقام حسابات* ميزانيات.أين* يقع الفنان قي* هذه الدائرة وأين* يقع رأيه ووجهة نظره وكيف* يحافظ على توازنه ؟
تامر* : الفنان* يعمل فقط،يجتهد في* تقديم الجديد و* يغني* ويهب حياته للغناء و* يعبر عن الناس مشاعرهم* ،أحاسيسهم احتياجاتهم.أما ما ذكرته حضرتك* فهو دور دور شركة الإنتاج المنتج هو من* يتكلم فيها* .
المطرب فقط* يجتهد و* يكون شغله الشاغل كيف* يعبر عن الناس* .
قورينا* : -هناك من* يرى أن الفنان فقد هويته في* وجود شركات إنتاج عملاقة.أنت ما رأيك؟
تامر* : الفنان الحقيقي* المحترم عمره ما* يفقد هويته.الذي* يحترم جمهوره ويشتغل كي* يسعد الناس ويضيف شيئا لا* يمكن أن* يفقد هويته*.
لأن هويته هي* حب الجمهور له و نجاحه أنا طبعا ضد الفنانين الذين من الممكن* يبيعوا مكانتهم الفنية مقابل المادة*.
لقب فنان الجيل من أول من أطلقه عليك.ألا تشاركني* الرأي* أنه* يرتب عليك مسؤوليات كبيرة؟في* حياتك الخاصة في* انتقاء ما تقدم*.
تامر-* أول من أطلقه إذاعة* (نجوم إف إم*) الإعلامي* المشهور أسامة منير*. و هذا طبعا* يحملني* مسؤولية كبيرة* جدا وكما أطلق أسامة منير لقب نجم الجيل،* أطلق مؤخرا لقب نجم الجيلين*.
هذا الإعلامي* اللامع تربطني* به علاقة شخصية* .
فهذا رأيه*. وقد وجد قبولا عند الجمهور*.
هو مذيع* كبير وأكبر مذيع* في* مصر*.
وكما ذكرت قال رأيه ووافقه الجمهور*
* هذا طبعا* يحملني* مسؤولية كبيره جدا* ،* أن* أحاول أن أحافظ على مكانتي* والثقة* التي* منحني* إياها الجمهور*.
* قورينا*: هل* يمكن أن تغني* قصيدة في* يوم من الأيام؟
تامر* : أنا أنتظر لو جاءتني* فكرة تجذب انتباهي* .
لو وجدت تلك* القصيدة.أكيد* يشرفني* أن أغني* قصيدة*
* قورينا* : هل تامر حسني* متابع للفن الليبي؟
تامر* : طبعا متابع للفن الليبي* و هو فن جميل ومميز*..
قورينا*: كيف وجدت الجمهور الليبي* بشكل عام وجمهور بنغازي* بشكل خاص؟
تامر* : الجمهور الليبي* جمهور راق و محترم و مشرف و كل فنان* يتشرف أن* يغني* على أرض ليبيا* .فكلنا وطن عربي* واحد* .و حينما* جئت إلى ليبيا شعرت أنني* أغني* وسط أهلي* و ناسي* أحببت الشعب الليبي* جدا بدليل أنني* جئت أكثر* من* 3 * مرات في* سنة واحدة*. أما جمهور بنغازي* فكان أكثر من رائع*.
ربنا* يديم المحبة و* يبارك في* شعب ليبيا و القائد العظيم معمر القذافي* .
أشكر كل شعب ليبيا و أشكر جمهور بنغازي* الذي* تابعني* إلى فندق الفضيل من المطار.هذا الجمهور الرائع الذي* حضر الحفلة أشكره جداً* جداً*.
و أشكر طبعا الزعيم معمر القذافي* الذي* أمر بفتح المصيف الخاص بالرؤساء لاستقبالي* فيه*.
و في* النهاية أتوجه بالشكر لصحيفة قورينا الليبية المحترمة وأتشرف أن أكون على صفحاتها*. و لك أنت لأنك* غمرتني* بمحبة كبيرة و حفاوة في* مطار بنغازي*. و لكل من تشرفت باستقباله لي*.و إلى كل المسؤولين والفنانين*
و الصحفيين والجمهور* .
* و أتشرف أن أكون على صفحات الصحافة الليبية*.
حاوره: جابر بن سلطان
المصدر مجله قورنيا