قالت جمعية الوفاق الشيعية المعارضة في البحرين إن بحرينيا يبلغ من العمر 71 عاما توفي مختنقا، بعدما أطلقت الشرطة الغاز المدمع قرب منزله أمس الجمعة، لكن الحكومة قالت إن الوفاة
طبيعية.
وكانت الشرطة فرقت الجمعة احتجاجات صغيرة متناثرة في المنامة مستخدمة الغاز المدمع في "يوم غضب" خطط له سلفا، لكنه تلاشى سريعا نتيجة الانتشار المكثف لقوات الأمن.
وقالت جمعية الوفاق إن البحريني عيسى عبد الله توفي مختنقا بسبب استنشاقه دخان الغاز المدمع الذي تسرب إلى منزله، بينما كان هو في داخله في قرية المعامير.
وقال مطر إبراهيم مطر القيادي في الوفاق إن عائلة عبد الله اتصلت بغرفة الطوارئ بمستشفى السلمانية، لكن لم تكن هناك استجابة.
وفاة طبيعية
وجاء في بيان صدر لاحقا عن وزارة الداخلية بالبحرين أنها استخدمت الغاز المدمع في المعامير ومناطق أخرى لوقف الاحتجاجات التي قالت إنها هددت السلامة الوطنية، غير أنها قالت إن وفاة عبد الله كانت طبيعية.
وقال البيان إنه بعد فحص طبيب شرعي لجثة عبد الله تبين أن سبب الوفاة كان طبيعيا، ولا يوجد دليل على أن السبب متصل باختناق من غاز مدمع.
وكانت الوفاق قالت الجمعة إن الشرطة حاصرت المعامير، وإن عدم توفر مساعدة طبية جعل من الصعب إفاقة عبد الله، ولم يوجد ما يدل على أن عبد الله كان يشارك في الاحتجاجات.
وكان عشرات المتظاهرين أصيبوا خلال تفريق قوات الأمن البحرينية مسيرات خرجت الجمعة في مناطق متفرقة بالمملكة للمطالبة بإخراج قوات درع الجزيرة وإجراء إصلاحات سياسية ودستورية.
واستخدمت الشرطة الغازات المدمعة لتفريق المحتجين، في حين فرضت نقاط تفتيش في محافظتي العاصمة والشمالية، وأغلقت مداخل كان مخططا أن تخرج منها المسيرات في ما يعرف بيوم الغضب.
وتزامنت هذه التطورات مع تشييع جثمان أحد ضحايا الاحتجاجات في منطقة البلاد القديم غربي العاصمة المنامة، وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الضحية شاب (33 عاما) كان مفقودا منذ السبت الماضي، وأن عائلته تسلمت جثته الخميس من المستشفى.
يذكر أن الاحتجاجات والمظاهرات ممنوعة في البحرين بموجب إعلان حالة السلامة الوطنية (الطوارئ) التي فُرضت بعد الاحتجاجات التي عاشتها المملكة خلال الفترة الأخيرة.
ودخلت طلائع من قوات درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى البحرين في الـ14 من الشهر الجاري للمساعدة في حفظ الأمن في المملكة.
نفي واتهامات
وكانت وزيرة التنمية الاجتماعية البحرينية فاطمة البلوشي نفت الجمعة أن تكون قوات الأمن قد استخدمت القوة المفرطة ضد المتظاهرين، مؤكدة أن السلطات تحقق في أعمال العنف وأسبابها.
واتهمت الوزيرة -في مؤتمر صحفي بجنيف- المتظاهرين بأن لديهم "أجندة أجنبية"، وقالت إنهم على صلة بحزب الله اللبناني وببلد مجاور لم تحدده، في إشارة منها إلى إيران. وأعلنت أن الحكومة اكتشفت "أن دولة أجنبية وحزب الله اللبناني حرضا المحتجين".
وأضافت أن لدى الحكومة "دليلا مباشرا على أن حزب الله قام بتدريب هؤلاء الأشخاص"، مشيرة إلى أن الاحتجاجات ليست من أجل تحسين ظروف المعيشة. وقالت "إنهم ينفذون أجندة سياسية خارجية".
وكان وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة قال في وقت سابق إن بلاده لن تتهاون مع تهديدات ما أسماه "التنظيم الإرهابي"، قائلا "هناك تدريبات وتنظيم، وهناك أحد رموز الفتنة الذين قبض عليهم في الآونة الأخيرة جاء من لندن وتوقف في لبنان يومين، ونعلم جميعا أين ذهب وأين أتى".
وكان ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أكد قبل أيام أن "مملكة البحرين أفشلت مخططا خارجيا عمل عليه لمدة لا تقل عن عشرين أو ثلاثين عاما، استهدف البحرين حتى تكون الأرضية جاهزة لذلك".